ابو الطيب السبتي Admin
عدد المساهمات : 268 تاريخ التسجيل : 16/04/2013
| موضوع: لماذا يتميز الرضيع بحدقتين واسعتين الخميس أبريل 18, 2013 8:45 am | |
| لماذا يتميز الرضيع بحدقتين واسعتين
لماذا يتميز الرضيع بحدقتين واسعتين
لماذا يتميز الرضيع بحدقتين واسعتين
ليست عينا الطفل الرضيع أوسع من عيني البالغ وحسب،بالمقارنة مع حجم جسمه،بل حدقتاه هما أيضاً أوسع من حدقتي البالغ،بشكل عام, وتلك هي إحدى ميزات الرضع, ولما كانت هذه الميزة تجعل الطفل أكثر جاذبية في عيني أبويه،فإنها تزيد من فرص تدليله ومعاملته بمزيد من الحب. ولكي نفهم الأسباب التي تجعل من ينظرون إلى هاتين الحدقتين أكثر انجذاباً إليهما، لابد من التطرق إلى طريقة تأثيرهما. حيث أن من طبيعة الحدقة تلك النقطة السوداء في وسط القزحية أن تنفتح وتنغلق لضبط كمية الضوء التي تدخل إلى العين، عندما يكون الضوء ضعيفاً، تشكل الحدقة قرصاً أسواداً واسعاً، وعندما يكون الضوء شديداً، تتقلص وتصبح بحجم رأس الدبوس إذاً تعمل الحدقة على غرار العدسة الفوتوغرافية، إلا أنها لا تستجيب فقط لشدة الضوء،بل أيضاً للحالات الانفعالية فعندما نرى شيئا يعجبنا ويروق لنا، تتسع حدقتنا على نحو أكبر مما يتوقع منها إزاء الشدة الضوئية المحيطة, وبالعكس، عندما نرى شيئاً لا يعجبنا ولا يروق لنا، تتقلص حدقتنا أكثر مما ينبغي إن هذا التفاعل الانفعالي هو غير إرادي،لكننا حينذاك لا نشعر بحدوث أي تغير في عيوننا غير أن الآخرين يلاحظون هذا التغيير. و لو قدمنا للرجل صورتين لامرأة حسناء، تبدو إحداهما بحدقتين واسعتين، وفي الأخرى عكس ذلك, لرأيناه ينجذب إلى الصورة التي تعمد فيها الفنان توسيع حدقتي المرأة, وليس من الصعب تفسير رد الفعل هذا, فإذا كانت مرآة منجذبة إلى رجل أو متأثرة به، رأينا حدقتيها تتسعان, وبما أن من نثير الإعجاب فيه ينجذب إلينا أكثر من ذلك الذي لا نلفت انتباهه، فإن حدقتيه، اللتين تتسعان نتيجة هذا الإعجاب، تغدوان بالضرورة أكثر جاذبية لنا, وبذلك إن الرجل ينظر إلى المرأة ذات الحدقتين الواسعتين، الموجودة أمامه على أنها أكثر جاذبية، لأنها انجذبت إليه أولاً. يحدث كل ذلك لا شعورياً، ويبعث كل واحد رسائل قبول أو رفض عندما يغوص بنظره في نظر محادثه, هناك مؤشرات جاذبية متبادلة تبعث الرغبة في التقارب،والتلامس ،والتماسك, ولا ينطبق ذلك على العاشقين فقط، بل أيضاً على الأم وطفلها، حيث تتناول صغيرها بين يديها وذراعيها، في أوقات التجاذب هذه،خلال لحظات راحتها. غير أن الصغير لا يستطيع التعبير عن نفسه بالسهولة ذاتها و يحب الطفل الصغير أن نتناوله، ونحتضنه، و ندلله،و إن تبقى أمه إلى جانبه، إلا انه لا يملك القوة العضلية لإثارة هذا التقارب, فيحتاج في ذلك إلى المساعدة, ومن شأن رغبته هذه أن توسع حدقتيه، اللاتي تنتقلان تلقائياً بمؤشرات جاذبية أقوى، وهي تجعل الطفل الصغير أكثر جاذبية في عيون والديه. وعندما تنحني الأم على رضيعها،يشعر بالسرور وهو يراها تدنو منه، فتزداد حدقتا عينيه اتساعاً, ويترك هذا التغيير في صدر الأم موجة من الانفعال، ويحرك في كيانها فيضاً من الحب والعاطفة، ورغبة في أن تتناول صغيرها و تداعبه وتلاطفه. وبهذه الطريقة يستطيع الطفل التأثير على أمه, ومن المهم أن تكون الأم في مستوى رؤية هذه المؤشرات العينية، وهو أمر ممكن إذا كانت القزحية المحيطة بالحدقة صافية اللون، و إذا كانت القزحية ذات اللون الكستنائي تعجلهذه التغييرات أقل وضوحاً، فإن الأمر مختلف لدى الأطفال الذين يولدون بعيون زرق،وان هذه التغيرات أقل وضوحاً عند الأطفال البيض, خلافاً للأطفال ذوي البشرة الغامقة من سكان المناطق الاستوائية ذات الشمس الحادة، حيث التصبغ تغلب على ما سواه. ومما يدعو إلى الغرابة،أن هذه العيون، الزرق عند الولادة،كلها تقريبا،تتحول إلى اللون الكستنائي،أو إلى ألوان أغمق من لون الولادة بهذا القدر أو ذاك، كلما كبر الطفل, وبما أن الجاذبية المعززة هي ضرورية كلما كانت الحاجة إلى حماية الوالدين أقوى، فإن لون القزحية يزداد دكنة كلما كبر الطفل، و تنامت استقلاليته وقدرته على تدبر أموره بنفسه، و أصبح اقل حاجة إلى الحماية الوالدية. وهكذا، فإن غالبية الولدان البيض تتميز بعيون زرق عند الولادة، في حين تتميز غالبية الراشدين البيض بعيون أكثر دكناً، فيعرف الوالدان أن عيني طفلهما ستصبحان كستنائيتين، مع اطراد نموه، و إذا بقيت العينان زرقاوين في هذه السن، فيعني ذلك أن لونهما لن يتغير بالتأكيد، وسيتمتع صاحبهما في سن البلوغ،بعينين علامتهما الزرقة. | |
|